تعرُّضُ الجِنِّ لِنسَاءِ الإِنْسِ
قالَ الشِّبليُّ عَن جريرِ بنِ عبدِ اللهِ قَالَ: “إِنِّي لأسيرُ بتستُّرٍ فِي طَرِيق من طرقها وَقت الَّذِي فتحت إِذْ قلت: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. قَالَ: فسمعَني هربذ من أُولَئِكَ الهرابذة فَقَالَ: مَا سَمِعت هَذَا الكَلَام من أحد مُنْذُ سمعته من السَّمَاء. قَالَ: قلتُ فَكيفَ ذَلِك؟ قَالَ: إِنِّي كنت رجلًا أفِدُ على المُلُوكِ، أفِدُ على كِسْرَى وَقَيْصَر، فوفدتُ عَامًا على كِسْرَى فخلفني فِي أَهلِي شَيْطَانٌ يكونُ على صُورَتي. فَلَمَّا قدمت لم يهش أَهلِي كَمَا يهش أهل الْغَائِب إِلَى غائبِهم، فَقلتُ: مَا شَأنُكُم؟ فَقَالُوا: إِنَّك لم تغِبْ. قَالَ: قلتُ وَكَيفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَظَهرَ لي فَقَالَ: اِختَر أَن يكونَ لَك مِنْهَا يَوْمٌ ولي يَوْمٌ. قَالَ: فَأَتَانِي يَوْمًا فَقَالَ: إِنَّه مِمَّن يسترقُ السّمعَ وَإِن استَراقَ السّمعَ بَيْننَا نوب وَأَن نوبتي اللَّيْلَة فَهَل لَك أَن تجئ مَعَنا؟ قلتُ: نعم. فَلَمَّا أَمْسَى أَتَانِي فَحَمَلَنِي على ظَهرِه فَإِذا لَهُ معرفَة كمعرفةِ الخِنزير فَقَالَ لي: اِستمسِك فَإنَّكَ ترى أمورًا وأهوالًا فَلَا تُفَارِقْنِي فتهلِك. قَالَ: ثمَّ عرجوا حَتَّى لَحِقُوا بالسَّماء، قَالَ: فَسمِعتُ قَائِلًا يَقُولُ: لَا حولَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، مَا شَاءَ اللهُ كَانَ وَمَا شَاءَ لم يكُن. قَالَ: فلحقَ بهِم فوقعوا من وَرَاءِ العمرَانِ فِي غِيَاضٍ وَشَجرٍ. قَالَ: فَحفِظت الكَلِمَاتِ، فَلَمَّا أَصبَحتُ أتيتُ أَهلِي وَكَانَ إِذا جَاءَ قلتُهنَّ فنضطربُ حَتَّى يخرجُ من كوَّةِ البَيْتِ، فَلم أزلْ أقولُهنَّ حَتَّى انْقَطعَ عنّي.
عَن سعدِ بنِ أبي وَقاصٍ قَالَ: بَينا أَنا بِفنَاءِ دَاري إِذْ جَاءَنِي رَسُولُ زَوْجَتي فَقَالَ أجب فُلَانَة فاستنكرت ذَلِك فَدخلت فَقلت: مَه. فَقَالَت إِنَّ هَذِهِ الْحَيَّةَ- وأشارَت إِلَيْهَا- كنتُ أَرَاهَا بالباديةِ إِذا خلَوتُ ثمَّ مكثت لَا أَرَاهَا حَتَّى رَأَيْتهَا الْآن وَهِي هِيَ أعرفهَا بِعَينهَا قَالَ فَخَطب سعد خطْبَة حمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ إِنَّك قد آذيتَني وَإِنِّي أقسمُ لَكَ بِاللَّهِ إِن رَأَيْتُكَ بعدَ هَذَا لأَقْتُلَنَّكَ فَخرجت الْحَيَّةُ فانسابَت منَ البَيْتِ ثمَّ من بَابِ الدَّارِ وَأرْسلَ سعد مَعهَا إنْسَانًا فَقَالَ: انْظُر أَيْن تذْهب فتبعَها حَتَّى جَاءَت المَسْجِدَ ثمَّ جَاءَت مِنْبَرَ رَسُولِ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فرقت فِيهِ مصعدة إِلَى السَّمَاء حَتَّى غَابَتْ.
فِي منعِ بعضِ الجِنّ بَعْضًا منَ التَّعَرُّضِ لِنسَاءِ الإِنْسِ
قَالَ الْقرشِيَّ فِي مكايدِ الشَّيْطَانِ: حَدّثنِي أبو سعيد الْمَدِينِيّ حَدّثنِي إسماعيل بن أبي أويس حَدّثنِي مُحَمَّدُ بنُ حسن حَدّثنِي ابراهيمُ بنُ هَارُونَ بنِ مُوسَى بنِ مُحَمَّد بنِ إِيَاس بنِ البكيرِ اللَّيْثِيّ حَدّثنِي أبي عَن حسن بنِ حسن قَالَ: دخلتُ على الرّبيع بنت معوذ بن عفراء أسألُها عَن بعضِ الشَّيْء فَقَالَت: بَينا أَنا فِي مجلسي إِذْ انْشَقَّ سقفي فهبط على مِنْهُ أسود مثل الْجمل أَو مثل الْحمار لم أر مثل سوَاده وخلقه وفظاعته قَالَت فَدَنَا منّي يُرِيدُنِي وتبعته صحيفَة صَغِيرَة فَفَتحهَا فقرأها فَإِذا فِيهَا “من ربِّ عكب إِلَى عكب أما بعدُ فَلَا سَبِيلَ لَك إِلَى الْمَرْأَة الصَّالِحَة بنت الصَّالِحين”. قَالَ: فَرجع من حَيْثُ جَاءَ وَأَنا أنْظُر إِلَيْهِ. قَالَ حسن بن حسن فأرتني الْكتابَ وَكَانَ عِنْدَهُم.
عَن يحيى بنِ سعيدٍ قَالَ: لمّا حضرَت عمْرَةُ بنتُ عبدِ الرَّحْمَنِ الْوَفَاةُ، اجْتمَعَ عِنْدَهَا أنَاسٌ منَ التَّابِعينَ فيهِم عُرْوَةُ بنُ الزُّبيرِ وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو سَلمَةُ بنُ عبدِ الرَّحْمَنِ، فَبينا هم عِنْدَهَا وَقد أُغمِيَ عَلَيْهَا، إِذْ سمِعُوا نفيضًا منَ السّقفِ إِذْ ثعبانٌ أسودُ قد سقطَ كَأَنَّهُ جذعٌ عَظِيمٌ، فأقبلَ يَهوي نَحْوَهَا إِذْ سقطَ رق أَبيض مَكْتُوب “بِسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من ربِّ عكب إِلَى عكب، لَيْسَ لَك على بَنَاتِ الصَّالِحينَ سَبِيلٌ” فَلَمَّا نظرَ إِلَى الكتابِ سما حَتَّى خرجَ من حَيْثُ نزلَ.
حَدّثنِي مُحَمَّدُ بنُ قدامَةَ، حَدّثنَا عمرُ بنُ يُونُس اليماميُّ الْحَنَفِيُّ، قَالَ حَدّثنَا عِكْرِمَة بنُ عمّار، حَدّثنِي إسحاقُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي طَلْحَةَ، قَالَ حَدّثنِي أنسُ بنُ مَالك، قَالَ: كَانَت ابْنةُ عَوْفِ بنِ عفراءَ مستلقيةٌ على فراشِها فَمَا شَعرَت إِلَّا بزنجيٍّ قد وثبَ على صدرِها وَوضعَ يَدَهُ فِي حلقِها فَإِذا صحيفَةٌ صفراءُ تَهوي بَينَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى وَقعَت على صَدْرِي فَأَخذَهَا فقرأَها فَإِذا فِيهَا “من ربِّ لكين إِلَى لكين، اِجْتنِب ابْنةَ العَبْدِ الصَّالحِ فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا” فَقَامَ وَأرْسلَ بِيَدِهِ مِن حلقي وَضربَ بِيَدِهِ على ركبتي فاستورمَت حَتَّى صَارَت مثلَ رأسِ الشَّاةِ، قَالَت: فَأتيتُ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا فَذكرَت ذَلِكَ لَهَا فَقَالَت: “يَا ابْنةَ أخي، إِذا خفتِ فَاجمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ فَإِنَّهُ لن يَضُرَّكِ إِن شَاءَ الله” قَالَ: فحفظَها اللهُ بأبيها فَإِنَّهُ كَانَ قُتِلَ يَوْمَ بدرٍ شَهِيدًا.
المُخنَّثون أَولَادُ الجِنِّ
قَالَ الطَّرطوسيُّ فِي كتابِ تَحْرِيمِ الفَوَاحِشِ: بَابُ مِن أَيِّ شَيْءٍ يكونُ المُخنَّثُ، حَدّثنَا أَحْمدُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثنَا أَحْمدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي، حَدّثنَا ابْنُ أخي ابْنُ وهبٍ، حَدّثنِي عمّي عَن يحيى عَن ابْنِ جريجٍ عَن عَطاءَ عَن ابْن عَبَّاسٍ قَالَ: المخنَّثونَ أَوْلَادُ الجِنّ. قيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: كَيفَ ذَلِك؟ قَالَ: إنَّ اللهَ عزَّ وَجلَّ وَرَسُولَه صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ نهيا أَن يَأْتِيَ الرَّجلُ امْرَأَتَه وَهِيَ حَائِضٌ، فَإِذا أَتَاهَا سبَقَهُ إِلَيْهَا الشَّيْطَانُ فَحمَلَت فَجَاءَت بالمُخنَّثِ، وَاللهُ أعلمُ.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website