فِي تَعْلِيم الْجِنّ الطِّبّ للإنس
قَالَ صَاحب كتاب الهواتف حَدثنَا أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن السكن حَدثنَا مُحَمَّد بن زِيَاد الْكَلْبِيّ حَدثنَا الْعَلَاء بن برد بن سِنَان عَن الْفضل بن حبيب السراج عَن مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن النَّضر بن عَمْرو الْحَارِثِيّ قَالَ إِنَّا كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّة إِلَى جانبنا غَدِير فَأرْسلت ابْنَتي بِإِنَاء لتَأْتِيني بِمَاء فابطأت علينا وطلبناها فأعيتنا فأيأسونا مِنْهَا قَالَ وَالله إِنِّي ذَات لَيْلَة جَالس بِفنَاء مظلتي إِذْ طلع على شيخ فَلَمَّا دنا مني إِذا ابْنَتي قلت ابْنَتي قَالَت نعم ابْنَتك قلت أَيْن كنت أَي بنية قَالَت أَرَأَيْت لَيْلَة بعثتني إِلَى الغدير أَخَذَنِي جني فاستطار بِي فَلم أزل عِنْده حَتَّى وَقع بَينه وَبَين فريقين من الْجِنّ حَرْب فَإِنِّي أعَاهد الله إِن ظفر بهم أَن يردني عَلَيْك فظفر بهم فردني عَلَيْك فَإِذا هِيَ قد شحب لَوْنهَا وتمرط شعرهَا وَذهب لَحمهَا وأقامت عندنَا فصلحت فَخَطَبَهَا بَنو عَمها فزوجناها وَقد كَانَ الجني جعل بَينه وَبَينهَا أَمارَة إِذا رابها ريب أَن تدخن لَهُ وَأَن ابْن عَمها ذَاك عيب عَلَيْهَا وَقَالَ جنية شَيْطَانَة مَا أَنْت بأنسية فدخنت فناداه مُنَاد مَالك ولهذه لَو كنت تقدّمت إِلَيْك لفقأت عَيْنَيْك رعيتها فِي الْجَاهِلِيَّة بحسبي وَفِي الْإِسْلَام بديني فَقَالَ لَهُ الرجل أَلا تظهر بِنَا حَتَّى نرَاك قَالَ لَيْسَ ذَاك لنا أَن أَبَانَا سَأَلَ لنا ثَلَاثًا أَن نرى وَلَا نرى وَأَن نَكُون بَين أطباق الثرى وَأَن يعمر أَحَدنَا حَتَّى تبلغ ركبتاه حنكه ثمَّ يعود فَتى قَالَ فَقَالَ يَا هَذَا أَلا تصف لي دَوَاء حمى الرّبع قَالَ بلَى قَالَ مَا رَأَيْت تِلْكَ الدويبة على المَاء كَأَنَّهَا عنكبوت قَالَ بلَى قَالَ خُذْهَا ثمَّ اشْدُد على بعض قَوَائِمهَا خيطا من عهن فشده على عضدك الْيُسْرَى فَفعل قَالَ فكأنهما نشط من عقال قَالَ فَقَالَ الرجل يَا هَذَا أَلا تصف لنا من رجل يُرِيد مَا تُرِيدُ النِّسَاء قَالَ هَل ألمت بِهِ الرِّجَال قَالَ نعم قَالَ لَو لم يفعل وصفت لَك
وَقَالَ أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن الحكم الْهَرَوِيّ قَالَ أَنا أَبُو يَعْقُوب إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الثَّقَفِيّ عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن الشّعبِيّ عَن زِيَاد بن النَّضر الْحَارِثِيّ قَالَ كُنَّا فِي غَدِير لنا فِي الْجَاهِلِيَّة ومعنا رجل من الْحَيّ يُقَال لَهُ عَمْرو بن مَالك وَمَعَهُ ابْنة لَهُ شَابة رَود فَقَالَ أَي بنية خذي هَذِه الصفحة فَأتى الغدير فأتينى من مَائه فوفاها عَلَيْهِ جَان فاختطفها فَذهب بهَا فافتقدها أَبوهَا فَنَادَى فِي الْحَيّ فخرجنا على كل صَعب وَذَلُول وسلكنا كل شعب ونقب وَطَرِيق فَلم نجد لَهَا أثرا فَلَمَّا كَانَ فِي زمن عمر بن الْخطاب إِذا هِيَ قد جَاءَت قد عَفا شعرهَا وأظفارها فَقَامَ إِلَيْهَا أَبوهَا يلثمها وَيَقُول أَي بنية أَيْن كنت وَأَيْنَ نبت بك الأَرْض قَالَت أَتَذكر لَيْلَة الغدير قَالَ نعم قَالَت فَإِنَّهُ وافاني عَلَيْهِ جَان فاختطفني فَذهب بِي فَلم أزل فيهم وَالله مَا نَالَ مني محرما حَتَّى إِذا جَاءَ الْإِسْلَام غزوا قوما مُشْرِكين مِنْهُم أَو غزاهم قوم مشركون مِنْهُم فَجعل الله عَلَيْهِ إِن هُوَ ظفر وَأَصْحَابه أَن يردني على أَهلِي فظفر هُوَ وَأَصْحَابه فَحَمَلَنِي فاصبحت وَأَنا أنظر اليكم وَجعل بيني وَبَينه أَمارَة إِذا احتجت إِلَيْهِ أَن أولول بصوتي قَالَ فَأخذُوا بشعرها وأظفارها ثمَّ زَوجهَا أَبوهَا شَابًّا من الْحَيّ فَوَقع بَينهَا وَبَينه مَا يَقع بَين الرجل وَزَوجته فَقَالَ يَا مَجْنُونَة إِنَّمَا نشأت فِي الْجِنّ فولولت بصوتها فَإِذا هَاتِف يَهْتِف بِنَا يَا معشر بني الْحَارِث اجْتَمعُوا وَكُونُوا أَحيَاء كراما قُلْنَا يَا هَذَا نسْمع صَوتا وَلَا نرى شَيْئا قَالَ أَنا رب فُلَانَة رعيتها فِي الْجَاهِلِيَّة بحسبي وحفظتها فِي الْإِسْلَام بديني وَالله مَا نلْت مِنْهَا محرما قطّ إِنِّي كنت فِي أَرض فلَان سَمِعت نبأة من صَوتهَا فَتركت مَا كنت فِيهِ ثمَّ أَقبلت فسألتها فَقَالَت عيرني صَاحِبي أَنِّي كنت فِيكُم قَالَ أما وَالله لَو كنت تقدّمت إِلَيْهِ لفقأت عَيْنَيْهِ فتقدموا إِلَيْهِ فَقُلْنَا لَهُ أَي قل اظهر لنا نكافئك فلك عندنَا الْجَزَاء والمكافأة فَقَالَ إِن أَبَانَا سَأَلَ أَن نرى وَلَا نرى وان لَا نخرج من تَحت الثرى وَأَن يعود شَيخنَا فَتى فَقَالَت لَهُ عَجُوز من الْحَيّ أَي قل بنية لي أصابتها حمى الرّبع فَهَل لنا عنْدك من دَوَاء فَقَالَ على الْخَبِير سَقَطت انظري إِلَى ذُبَاب المَاء الطَّوِيل القوائم الَّذِي يكون على أَفْوَاه الْأَنْهَار فَخذي سَبْعَة ألوان مِنْهُنَّ من اصفره وأحمره وأخضره وأسوده فاجعليه فِي وسط ذَلِك ثمَّ افتليه بَين أصبعك ثمَّ اعقديه على عضدها الْيُسْرَى فَفعلت فَكَأَنَّمَا نشطت من عقال وَقَالَ ابْن ابي الدُّنْيَا حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْهَرَوِيّ أَنا هشيم أَنا مجَالد عَن الشّعبِيّ قَالَ عرض جَان لإِنْسَان مرّة وَكَانَ الَّذِي عرض لَهُ مُسلم فعولج فَتَركه وَتكلم فَقَالَ هَل عنْدك من حمى الرّبع شَيْء قَالَ نعم تعمدوا إِلَى ذُبَاب المَاء فتعقد فِيهِ خيطا من عهن ثمَّ تجْعَل فِي عضده فَهَذَا من حمى الرّبع وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد الْقرشِي حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة حَدثنَا ابراهيم بن سُلَيْمَان أَبُو اسماعيل الْمُؤَدب عَن الْأَعْمَش عَن زيد بن وهب قَالَ غزونا فنزلنا فِي جَزِيرَة وأوقدوا نَارا وَإِذا حجرَة كَبِيرَة فَقَالَ رجل من الْقَوْم إِنِّي أرى حجرَة كَبِيرَة فلعلكم تؤذنون من فِيهَا فحولوا نيرانهم فَأتى من اللَّيْل فَقيل لَهُ إِنَّك دفعت عَن دَارنَا وسنعلمك طِبًّا نصيب بِهِ خيرا إِذا ذكر لَك الْمَرِيض وَجَعه فَمَا وَقع فِي نَفسك أَنه دَوَاء فَهُوَ دَوَاء قَالَ وَكَانَ يَوْمًا فِي مَسْجِد الْكُوفَة فَأَتَاهُ رجل عَظِيم الْبَطن فَقَالَ انعت لي دَوَاء فَإِنِّي كَمَا ترى إِن أكلت وَإِن لم آكل فَقَالَ أَلا تعْجبُونَ إِلَى هَذَا الَّذِي يسألني وَهُوَ يَمُوت فِي هَذَا الْيَوْم من ثمار فَرجع ثمَّ أَتَاهُ عِنْد وَفَاء ذَلِك الْوَقْت وَالنَّاس عِنْده فَقَالَ إِن هَذَا كَذَّاب فَقَالَ سلوه مَا فعل وَجَعه قَالَ ذهب قَالَ أَنا خوفته بذلك وَقَالَ أَبُو بكر الْقرشِي حَدثنَا يَعْقُوب ابْن عبيد حَدثنَا عَليّ بن عَاصِم عَن سوار بن عبد الله عَن أبي ياسين قَالَ كُنَّا مَعَ الْحسن قعُودا فِي الْمَسْجِد فَقَامَ فَانْصَرف إِلَى أَهله وقعدنا بعده نتحدث فِي أَصْحَابه قَالَ وَدخل بدوي من بعض أَعْرَاب بني سليم الْمَسْجِد فَجعل يسْأَل عَن الْحسن الْبَصْرِيّ فَقلت لَهُ أقعد فَقعدَ فَقلت مَا حَاجَتك قَالَ إِنِّي رجل من أهل الْبَادِيَة وَكَانَ لي أَخ من أَشد قومه فَعرض لَهُ بلَاء فَلَمَّا نزل بِهِ حَتَّى شددناه فِي الْحَدِيد فَبينا نَحن نتحدث فِي نادينا إِذا هَاتِف يَقُول السَّلَام عَلَيْكُم وَلَا نرى أحدا قَالَ فَرددْنَا عَلَيْهِم فَقَالُوا يَا هَؤُلَاءِ إِنَّا جاورناكم فَلم نر بجواركم بَأْسا إِن سَفِيها لنا تعرض لصاحبكم هَذَا فأردناه على تَركه فَأبى فَلَمَّا رَأينَا ذَلِك أحببنا أَن نعذر إِلَيْكُم يَا فلَان لِأَخِيهِ إِذا كَانَ يَوْم كَذَا وَكَذَا فاجمع قَوْمك وشدوه واستوثقوا مِنْهُ فَإِنَّهُ إِن يغلبكم فَلَنْ تقدروا عَلَيْهِ أبدا ثمَّ احمله على بعير فأت بِهِ وَادي كَذَا ثمَّ خُذ من بقلة الْوَادي فَرْضه ثمَّ أوجره إِيَّاه وَإِيَّاك أَن ينفلت مِنْكُم فَإِنَّهُ إِن ينفلت لن تقدروا عَلَيْهِ أبدا فاستوثقوا مِنْهُ فَقلت رَحِمك الله من يدلني على الْوَادي وعَلى هَذَا البقل قَالَ إِذا كَانَ ذَلِك الْيَوْم فَإنَّك تسمع صَوتا فَاتبع الصَّوْت فَلَمَّا كَانَ ذَلِك الْيَوْم جمعت قومِي فَإِذا آخى لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ شدَّة وَقُوَّة فَلم نزل نعالجه حَتَّى استوثقنا مِنْهُ ثمَّ حَملته على بعير فَإِذا الصَّوْت أَمَامِي إِلَى فَلم نزل نتبع الصَّوْت وَهُوَ يَقُول إِلَى إِلَى فلَان استوثقوا مِنْهُ فَإِنَّهُ إِن ينفلت مِنْكُم فَلَنْ تقدروا عَلَيْهِ أبدا ثمَّ قَالَ اهبط هَذَا الْوَادي وَقَالُوا انخ واستوثقوا مِنْهُ فَإِذا صاحبنا لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ شدَّة وَقُوَّة فاستوثقنا مِنْهُ فَقَالَ يَا فلَان قُم فَخذ من هَذَا البقل فافعل كَذَا وَكَذَا حَتَّى فعلنَا وَهُوَ يَقُول استوثقوا مِنْهُ فَإِنَّهُ إِن ينفلت فَلَنْ تقدروا عَلَيْهِ قَالَ فَإِذا نَحن لَا نطيق صاحبنا فَجعل ينادينا استوثقوا مِنْهُ حَتَّى استوثقنا فَلَمَّا وَقع فِي جَوْفه جلا عَنَّا وَعَن نَفسه وَفتح عَيْنَيْهِ فَأقبل إِلَيْنَا فَقَالَ يَا أخي أَخْبرنِي مَا الَّذِي بلغ من أَمْرِي حَتَّى صرت إِلَى مَا أرى قَالَ قلت يَا أخي لَا تسألنا قَالَ خلوا سَبيله فأطلقوه من الْحَدِيد الَّذِي هُوَ فِيهِ قَالَ فَقلت لَهُ قد رَأَيْت الَّذِي لَقينَا مِنْهُ واخاف أَن يذهب على وَجهه قَالَ وَالله لَا يعود إِلَيْهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة قَالَ فأطلقناه فَأقبل على بعد مَا أطلقناه فَقَالَ يَا أخي مَا كَانَ من أَمْرِي حَتَّى بلغ بِي مَا أرى قلت لَا تَسْأَلنِي قَالَ خلوا عَنهُ قَالَ قلت رَحِمك الله أَحْسَنت إِلَيْنَا وَلَكِن بَقِي شَيْء فَأخْبرنَا بِهِ قَالَ مَا هُوَ قلت إِنَّك حِين قلت لنا مَا قلت نذرت لله تَعَالَى إِن عافى أخي أَن أحج مَاشِيا مزموما قَالَ وَالله إِن هَذَا الشَّيْء مَا إِن لنا بِهِ علم وَلَكِن أدلك اهبط هَذَا الْوَادي فأت الْبَصْرَة فاسأل عَن الْحسن بن أبي الْحسن فَاسْأَلْهُ عَن هَذَا فَإِنَّهُ رجل صَالح قَالَ أَبُو يس فَجِئْنَا إِلَى بَاب الْحسن فاستأذنت فَخرجت الْجَارِيَة ثمَّ رجعت إِلَيْهِ فَقَالَت هَذَا أَبُو يس بِالْبَابِ قَالَ قولي لَهُ فَلْيدْخلْ فَدخلت فَإِذا هُوَ فِي غرفَة أظنها من قصب وَإِذا فِي الغرفة سَرِير مرمول بالشريط وَإِذا الْحسن قَاعد عَلَيْهِ فَسلمت عَلَيْهِ فَرد على السَّلَام فَقَالَ يَا أَبَا يس إِنَّمَا عهدي بك مِنْك مُنْذُ سَاعَة فَمَا حَاجَتك قلت يَا أَبَا سعيد معي غَيْرِي أتأذن لَهُ قَالَ نعم فَقَالَ للخادم إئذن لَهُ فَدخل إِلَيْهِ ثمَّ سلم وَقعد مَعَه فَقلت أعد حَدِيثك كَمَا حَدَّثتنِي فَأخذ فِي أَوله وَالْحسن مستقبله إِلَى قَوْله ائته أسأله فَإِنَّهُ رجل صَالح فَبكى الْحسن وَقَالَ أما الزِّمَام فَمن طَاعَة الشَّيْطَان فَلَا تزم نَفسك وَكفر عَن يَمِينك وَأما الْمَشْي فامش إِلَى بَيت الله تَعَالَى وأوف بِنَذْرِك وَالله تَعَالَى أعلم
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website