قال الله تعالى {كنتم خير أمةٍ أُخرجت للناس تأمرونَ بالمعروف وتنهونَ عن المُنكر}. وروى مسلمٌ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعفُ الإيمان”.
دعانا الشرعُ الكريم إلى الأمرِ بالمعروف والنهي عن المُنكر وإلى إبطالِ الباطل وإحقاقِ الحق، وقد كثُر المفتون اليوم في الدين بفتاوى ماأنزلَ اللهُ بها من سلطان وزاد الانحراف إلى حدٍ بعيد لذلك كانَ من الواجب التحذيرُ من أهلِ الضلال الذين ينتسبون إلى الإسلام حتى يحذرهُم الناس كما جاء في حديثٍ رواهُ البيهقي “حتى متى ترعون عن ذكرِ الفاجر اذكروه بمافيه حتى يحذره الناس”، وتوحيدُ الصفِ إنما يكونُ بين المؤمنين ليس بين المؤمنين والضالين فإن هذا يوهمُ الناس بأن الباطل هو الحق.
وقد ثبت في الحديثِ الذي رواه مسلم أنه صلى الله عليه وسلم حذر ممن غش الناس في الطعام فقال “من غشنا فليس منا” معناه: ليس على نهجنا وطريقتنا فكيف بمن يغش الناس في أمر الدين هذا أولى بأن يحذر منه. وليس ذكرُ المنحرفين الذين يغشون الناس في أمر دينهم من الغيبةِ المحرمة بل هو من التحذير الواجبِ فقد ثبت في الحديثِ الذي رواه مسلم أن فاطمة بنت قيس قالت للرسول صلى الله عليه وسلم : يارسول الله إنه خطبني معاوية وأبوجهم فقال رسول الله “أما أبو جهمٍ فلا يضع العصا عن عاتقه وأما معاوية فصعلوكٌ لا مالَ لهُ انكحي أُسامة”. فإذا كان الرسولُ حذر فاطمةَ من الزواج بهما لسببٍ خفيف وذكرهما في خلفهما بما يكرهانِ لهذينِ السببين : كونِ معاويةَ شديد الفقرِ لا يقوم بحاجتها بأمرِ النفقة والثاني أن أباجهم يُكثُرُ ضربَ النِساء فكيفَ أُناسٌ ادعوا العلم وغشوا الناسَ وجعلوا الكُفرَ إسلاماً ، ولهذا حذر الشافعي من حفصٍ الفرد أمام جمعٍ وقال لهُ : لقد كفرتَ باللهِ العظيم . رواهُ البيهقي في مناقب الشافعي وروى الحافظُ الخطيبُ البغداي في تاريخ دمشق أن الإمام الأوزاعي قال لِغيلان أبي مروان الدمشقي المُعتزلي بعد أن ناظرهُ أمام الخليفة هشام بنِ عبد الملك وكسرهُ لقد كفرتَ باللهِ العظيم.
وقد جرحَ الإمام مالك في بلديهِ ومعاصره محمد بن اسحاق وقال فيهِ : كذاب، وقال الإمام أحمد:ا الواقدي ركنُ الكذبِ.
قال أبو حاتم البُستي ااا(كتاب المجروحين1/21)ا “فهؤلاء أئمةُ المسلمين وأهلُ الورعِ في الدين أباحوا القدحَ في المحدثين وبينوا الضُعفاء والمتروكين وأخبروا أن السكوتَ عنهُ ليس مما يحلُ، وأن إبداءهُ أفضلُ من الاغضاءِ عنهُ وقد تقدمهم فيهِ أئمةٌ قبلهم ذكروا بعضهم،ا وحثوا على أخذِ العلمِ من أهلهِ”.ا.هـ
فعملاً بالنصيحةِ التي أمرَ بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بحديثهِ ا”الدينُ النصيحة” يجبُ علينا أن نحذر من الكتُب التي تحوي الضلال ومن الألفاظ الشنيعةِ التي شاعت على ألسنة الناس ومن أهلِ الضلال. والله أعلم وأحكم.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website