يحي المسلمون، العاشر من محرم بالتقويم الهجري، يوم عاشوراء، وسط اختلاف كبير في طقوسه وشعائره بين أبناء الطائفة السنية الذين يرون أن عاشوراء هو يوم عبادة وتأمل وبين الطائفة الشيعية التي ترى أنه يوم لطم ونواح
وعند عموم أهل السنة فإن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجّا الله فيه النبي موسى ومن معه من “بني إسرائيل” من قوم فرعون حيث فلق النبي بعصاه البحر وتمكن من الفرار بينما غرق فرعون وجنوده, ورست سفينة سيدنا نوح عليه السلام, وانقذ الله نبيّه ابراهيم من النمرود, واخرج الله نبيه يونس من بطن الحوت, وردّ الله نبيّه يوسف إلى نبيّه يعقوب، ويقوم أهل السنة بصيام هذا اليوم كإحياء للسنة النبوية
أما عند الشيعة فيوم عاشوراء هو ذكرى مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من ابنته فاطمة، الذي استشهد سنة 680 ميلادية، ويحيون هذا اليوم بمظاهر رمزية “لتأنيب الذات” وإظهار الحزن على مقتله أثناء ثورته ضد الحاكم الأموي آنذاك يزيد، وفي تلك المشاهد، ينشد الآلاف من الشيعة أناشيد دينية تأبينية، ويقومون بضرب صدورهم أو ما يعرف بـ”اللطم،” ويجرحون أنفسهم بخناجر أو سيوف، ثم يجلدون أنفسهم بالسياط في حركات متناسقة
تختلف طقوس ومراسم الاحتفال بـ “عاشوراء”، من دولة إلى أخرى، ففي الدول ذات الأغلبية السنية تتلخص مظاهر الاحتفال بصيام اليوم، وإعداد بعض أطباق الحلوى مثل “طبق عاشوراء” في مصر، بينما تشهد الدول التي تكثر فيها الطوائف الشيعية، مظاهر دموية وخاصة في العراق وإيران ولبنان، حيث يقومون بالضرب على صدورهم أو ما يعرف (باللطم)، والتطبير, بحيث يجلدون انفسهم ويزحفون على الأرض في مشهد يراه البعض مثيرًا للشفقة احيانًا وللاشمئزاز احيانًا اخرى.
يوم عاشوراء يوم من أيام الله، والقرآن أمرنا بأن نتذكر ونذكر بأيام الله «وَذَكِرْهُم بِأَيَامِ اللَهِ» فهو ذكرى جميلة لنصر عزيز لنبي كريم من أولى العزم من الرسل موسى بن عمران عليه السلام ولأمة بنى إسرائيل من أتباعه التي حملت لواء الحق فترة من الزمن حتى حاد أغلبها عن الحق والخير فقتلت الأنبياء والمرسلين، فنشرت بالمنشار زكريا، وذبحت السيد الحصور يحيى، وحاولت قتل عيسى عليه السلام، وكذبت محمد «صلى الله عليه وسلم» وانحازت إلى مشركي قريش الوثنيين رغم أن أمة بنى إسرائيل هي التي حملت لواء التوحيد والهداية فترة طويلة من الزمان وكان ينبغي عليها أن تناصر النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» الذى يرفع نفس اللواء، ولكن الهوى حملها على عداوته.
الأمر النبوي بصيام تاسوعاء وعاشوراء هو تدشين عبقري من نبي الإسلام العظيم يلزم المسلمين حتى قيام الساعة بالاحتفال بهذا النصر وتذكره ومتابعته وعدم نسيانه.
ثم سار الزمان مسيرته وإذا بالحسين سيد شباب أهل الجنة يقتل ظلما وبغيا في يوم عاشوراء أيضا، وإذا ببعض الشيعة يحولون يوم الفرح بموسى ونجاته ومن معه إلى يوم حزن وألم ولطم وجرح البعض لأنفسهم في سابقة فريدة لم تحدث في تاريخ الإسلام.
وبعض متطرفي الشيعة يتخذ من هذا اليوم العظيم كل عام منطلقا وحافزا للصراع الطائفي مع السنة، وكأن السنة في زماننا هم الذين قتلوا الحسين، أو رضوا عن ذلك أو أقروه، ويصورون لأنفسهم أنهم يحبون الحسين أكثر من أهل السنة، ويختصرون الصحابة جميعا في الحسين «رضي الله عنهم جميعا»، فقد قتل من قبل حمزة بن عبدالمطلب أسد الله وأسد رسوله وهو أعلى مكانة من الحسين، وقتل عشرات الصحابة تحت التعذيب مثل ياسر وزوجته وغيرهما، ولم يفعل أحد من الصالحين أو أئمة الدين مثل هذا اللطم وجرح الأنفس حزنا على هؤلاء
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
يوم عاشوراء لا يصلح أن يكون يوما للطم الخدود وتمزيق الملابس وضرب الشخص لنفسه حتى ينزف جسده دما، لينقل ذلك على كل الشاشات فيسىء إلى الإسلام وأهله، أين هذه الصورة المزرية من نداء النبي «ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية »؟
•وإذا كان الشرع الحنيف ينهى الأم التي مات ابنها الشاب منذ دقائق أن تفعل ذلك، فكيف يقبل ذلك على رجل مات منذ قرابة 16 قرنا من الزمان مهما كان فضله؟!