Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website
يحيى بن عمر بن يوسف بن عامر الكناني رحمه الله تعالى
قاله ابن الفرضي وقال ابن عائد البلوي وقيل هو مولى بني أمية أندلسي، من أهل جيان وعداده في الإفريقيين، سكن القيروان واستوطن سوسة أخيرا وبها قبره.
كنيته أبو زكريا نشأ بقرطبة ولعامر جده ينسب باب عامر، فطلب العلم عند ابن حبيب وغيره ورحل فسمع بإفريقية من سحنون وعون وأبي زكريا الحفري وسمع بمصر من ابن بُكير وابن رمح وحرملة، وأبي الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي والحارث بن مسكين وعبيد بن معاوية وأبي زيد بن أبي الغمر وأبي إسحاق البرقي والدمياطي وغيرهم من أصحاب ابن وهب وابن القاسم وأشهب.
وسمع أيضاً بالحجاز وغيرها من أبي مصعب الزهري ونصر بن مرزوق وابن كاسب وأحمد بن عمران الأخفش وابراهيم بن مرزوق ومحمد بن عبيد وسليمان بن داود ويحيى بن سليمان وزهير بن عبّاد وغيرهم.
سمع منه الناس وتفقه عليه خلق منهم أخوه محمد وأبو بكر بن اللباد وأبو العرب وعمر بن يوسف وأبو العباس الأبياني وأحمد بن خالد الأندلسي وغيرهم وإليه كانت الرحلة في وقته.
ذكر فضله وعلمه والثناء عليه رحمه الله تعالى:
قال القاضي أبو الوليد: كان فقيهاً حافظاً للرأي، ثقة ضابطاً لكتبه.
قال ابن حارث: كان يحيى متقدماً في الحفظ وسكن القيروان فشرفت بها منزلته عند العامة والخاصة ورحل الناس إليه لا يروون المدونة والموطأ إلا عنه، وكان يحيى يجلس في جامع القيروان ويجلس القارئ على كرسي ليسمع من بعد من الناس لكثرة من يحضره وكان من أهل الوقار والسكينة على ما يجب لمثله، تأدب في ذلك بآداب مالك، وكان لا يفتح على نفسه باب المناظرة وإذا ألحف عليه سائل أو أتاه بالمسائل العويصة ربّما طرده.
قال أبو العرب: كان إماماً في الفقه ثبتاً ثقة فقيه البدن كثير الكتب في الفقه والآثار ضابطاً لما روى عالماً بكتبه متقناً شديد التصحيح لها، من أئمة أهل العلم وعداده في كبراء أصحاب سحنون وبه تفقه.
قال ابن أبي دليم: كانت له منزلة شريفة عند الخاصة والعامة والسلطان وكان حافظاً وله أوضاع كثيرة منها كتاب الرد على الشافعي وكتاب اختصار المستخرجة المسمى بالمنتخبة وكتبه في أصول السنن ككتاب الميزان وكتاب الرؤية وكتاب الوسوسة وكتاب أحمية الحصون وكتاب فضل الوضوء والصلاة وكتاب النساء وكتاب الرد على الشكوكية وكتاب الرد على المرجئة وكتاب فضائل المنستير والرباط وكتاب اختلاف ابن القاسم وأشهب.
قال ابن أبي خالد في تعريفه: له من المصنّفات نحو أربعين جزءاً، قال وكان فيما قال لي غير واحد، وكان لا يتصرف تصرف غيره من الحذّاق والنظّار في معرفة المعاني والإعراب.
قال القصري كنت أسأله عن الشيء من المسائل فيجيبني ثم أسأله بعد ذلك بزمان عنها فلا يختلف قوله عليّ وكان غيره يختلف عليّ قوله.
ذكر فضله وأخباره:
قال يحيى رأيت في منامي كأن سحنون معلّم صبيان بيده درة فأعطانيها وقال لي قم على الصبيان فأولتها خلافته في تعليم الناس، ودعاه ابن الأغلب إلى قضاء إفريقية واضطره إلى ذلك فدلّه على عيسى بن مسكين فولاه وسلم هو، قال حمديس حضرت الأمير إبراهيم عرض القضاء على يحيى فقال له أنا غريب، فقال غريب! غريب! ثم عرضها على الفريابي أبي جعفر فذم نفسه وجعل يقول مزرياً على نفسه أعيذك بالله أيها الأمير مثلي تولى القضاء؟ فأعجبني ذلك منه، فعرضت على حمديس (1) فاعتذر وعرضت على ابن مسكين فقال ليس عندي كتب القضاء فقال الأمير من يسمع الناس العلم يسمعهم القضاء ثم عرضها عليهم ثانية فلما انتهت إلى عيسى بن مسكين قال قوموا وحبسه فولاه القضاء.
كان يحيى جليلاً في قلوب الناس عظيماً في أعينهم، قال ابن اللباد كان يحيى بن عمر من أهل الصيام والقيام مجاب الدعوة له براهين.
قال الحسن بن نصر ما رأيت أهيب منه، قيل له فابن طالب؟ قال كانت له هيبة القضاء، وكان الكانشي يقول ما رأيت مثل يحيى بن عمر وما رأيت أحفظ منه كأنما كانت الدواوين في صدره.
قال الأبياني ما رأيت مثل يحيى في علمه وورعه وكثرة دعائه وبكائه وكان حريصاً على أهل العلم.
قال الزويلي كان يحيى بن عمر ينصب له كرسي في الجامع للسماع فيجلس عليه ليسمع الناس وما علمت أنه عمل ذلك غيره.
قال اللّبيدي سمع عليه خلق عظيم من أهل القيروان في الجامع بالقيروان وكان إذا انصرف من الجامع تبعه الناس.
قال حمديس القطان نعم سمع من سحنون في منزله بالساحل وكذلك قال يحيى لم أسمع من سحنون بالقيروان إنما سمعت منه بالبادية.
قال الحسن بن نصر كان يحيى بن عمر إذا صلى الصبح وسلم من صلاته بقي كذلك على هيئة جلوسه في صلاته مشتغلاً بذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس وذكر أنه رجع من القيروان إلى قرطبة بسبب دانق كان عليه لبقال فخوطب في ذلك فقال ردُّ دانق على أهله أفضل من عبادة سبعين سنة فمضينا إلى قرطبة ورجعنا في سنة وبقيت معنا تسعة وستون.
ولما هدمت القبور لإنشاء السلطان المراكب إلى صقلية لم يهدم قبر يحيى فكلم في ذلك بعض السودان فقال نرى على قبره نوراً عظيماً.
وتوفي رحمه الله تعالى بسوسة في ذي الحجة سنة تسع وثمانين ومائتين وسنّه ست سبعون سنة، مولده بالأندلس سنة ثلاث عشرة ومائتين.
من ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك للإمام القاضي العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي الأندلسي ثم السبتي المالكي توفي 544 هـ رحمه الله تعالى.
(1) لعلها حماس والله أعلم.