أمير المسلمين وكما لقب أمير دولة المرابطين القائد البطل الفطن المحارب الزاهد المقدام الذي وحد المسلمين وأخمد الفتن وبنى إمبراطورية المغرب الإسلامي الأندلسي قاهر الصليبيين عندما خان الصليب المسلمين وهجموا عليهم أذلهم القائد يوسف بن تاشفين في معركة الزلاقة التي لم ينساها الصليبيين الجبناء حتى هذه اللحظة، وقد عُرفَ كذلك بأمير المُلَثَّمين ولِمَ تلقَّبُوا بالمُلَثَّمين!؟
تولى إمارة دولة المرابطين المعروفة باسم دولة المُلَثَّمين بعد أن تنازل له ابن عمه الأمير أبو بكر بن عمر عن الملك ثم سار إلى المغرب وافتتحها حِصنًا حِصنًا ثم جازَ إلى الأندلس وقاتل الكفار وغلب على ملوكِ الطوائفِ فصارَ المغربُ والأندلس كله له.
قالَ ابنُ خلكان في وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (كان أميرُ المسلمين يوسف بن تاشفين حازمًا، سائسًا للأمور، ضابطًا لمصالح مملكته، مُؤْثِرًا لأهلِ العلمِ والدينِ، كثيرَ المشورةِ لهم، ومن أشهرِ العلماءِ المقرَّبين من السلطان يوسف بن تاشفين أبو بكر بن العربيّ المالكيّ الأشعريّ رحمه الله تعالى الذي نصّ في شرحه على سنن الترمذي على أنَّ الله موجود بلا مكان، فقال (نسبةُ البارِئ من الجهاتِ إلى فوق كنسبته إلى تحت، إذ لا ينسب إلى الكون في واحدة منهما بذاته) أي أنَّ اللهَ مُنَزَّهٌ عن الجهةِ فلا يسكنُ فوقَ العرشِ كما تقولُ المجسمة، ولا هو بجهةِ أسفل، لأنَّ اللهَ تعالى كانَ قبلَ الجهاتِ السِّت، ومَنْ استحالَ عليهِ الجهةُ استحالَ عليهِ المكانُ، فاللهُ تعالى لا يحُلُّ في شىءٍ ولا يشبهُ شيئًا، سبحانه وتعالى عما يقول الظّالمون علوًّا كبيرًا.
وأما تسميتهم بالملثمين فلأنهم كانوا يتلثمون على عادة العرب، فلمّا ملكوا ضيّقوا لثامهم ليتميزوا به، وقيلَ لئلا يُعرف الشيخُ من الشاب، وكانوا لا يتركونَ اللثامَ ليلًا ولا نهارًا.
قالَ ابنُ خلكان (وكان يوسف هذا رجلاً شجاعاً عادلاً مقداماً، اختط بالمغرب مدينة مراكش، وكان موضعها مكمناً للصوص، وكان ملكاً لعجوز مصمودية تمدنه منها فلما تمهدت له البلاد تاق إلى العبور إلى جزيرة الأندلس، وكانت محصنة بالبحر، فأنشأ شواني ومراكب وأراد العبور إليها، فلما علم ملوك الأندلس بما يروم من ذلك أعدوا له عدة من المراكب والمقاتلة وكرهوا إلمامه بجزيرتهم، إلا أنهم استهولوا جمعه واستصعبوا مدافعته وكرهوا أن يصبحوا بين عدوين الفرنج من شماليهم والملثمون من جنوبيهم وكانت الفرنج تشد وطأتها عليهم، إلا أن ملوك الأندلس كانت ترهب الفرنج بإظهار موالاتهم لملك المغرب يوسف بن تاشفين، وكان له اسم كبير لنقله دولة زناتة وملك الغرب إليه في أسرع وقت، وكان قد ظهر لأبطال الملثمين في المعارك ضربات بالسيوف تقد الفارس وطعنات تنظم الكلى، فكان لهم بذلك ناموس ورعب في قلوب المنتدبين لقتالهم وكان ملوك الأندلس يفيئون إلى ظل يوسف بن تاشفين ويحذرونه على ملكهم مهما عبر إليهم وعاين بلادهم).
وكان يوسف بن تاشفين مقدم جيش أبي بكر ابن عمر الصنهاجي وخرج من سجلماسة في سنة أربع وخمسين وأربعمائة وكان أبو بكر ابن عمر قد أتى سجلماسة في سنة ثلاث وخمسين وحاصرها وقاتل أهلها أشد قتال وأخذها ثم رتب عليها يوسف بن تاشفين فكان ما كان.
Sunna Files Free Newsletter - اشترك في جريدتنا المجانية
Stay updated with our latest reports, news, designs, and more by subscribing to our newsletter! Delivered straight to your inbox twice a month, our newsletter keeps you in the loop with the most important updates from our website